بإعلان الرئيس المدير العام لمجمع “سوناطراك”، توفيق حكار، عن مفاوضة عدد من الشركاء الأجانب، لتوقيع 4 عقود جديدة نهاية سنة 2022، تضاف إلى العقد الموقع الثلاثاء مع “إيني” و”أوكسدنتال” و”توتال”، يتوقع خبراء طاقة تمكن الجزائر في ظرف 4 سنوات قادمة، بعد تكثيف التنقيب والاستكشاف ورفع مبلغ الاستثمار، من تموين القارة الأوروبية بربع حاجياتها من الغاز الجزائري
وبهذا الصدد، يؤكد الخبير المختص في شؤون الطاقة، عبد الرحمن مبتول، في تصريح لـ”الشروق” أنه وفق المشروع الجديد الذي وقعته مجموعة سوناطراك مع “توتال” الفرنسية و”أوكسيدنتال” الأمريكية و”إيني” الإيطالية، ستكون الجزائر قادرة في ظرف 4 سنوات على تغطية ربع حاجيات القارة الأوروبية من الغاز، شريطة الالتزام بجملة من الشروط، منها توسيع حجم التنقيب والاستكشاف ورفع الاستثمارات، مضيفا “استثمار سوناطراك مبلغ 4 مليار دولار في اتفاقها الأخير يبشر بنتائج إيجابية”
ويتضمن برنامج المرحلة المقبلة، تقليل استهلاك الغاز محليا وتوسيع استعمال الطاقة الشمسية المنتجة من الكهرباء، وإماطة اللثام عن مشاريع جديدة للطاقات النظيفة، وتفعيل دور المجلس الأعلى للطاقة، المنصب مؤخرا من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، والكشف عن خطط عمله
كما توقع مبتول إمكانية الشروع في تطوير استكشاف الغاز الصخري بالتعاون مع الأمريكيين، حيث سبق أن أكدت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر استعداد الشركات الأمريكية للتعاون مع الجزائر في هذا المجال مع احترام معايير حفظ وحماية البيئة وعدم إدراج مواد كيماوية في التنقيب، يقول المتحدث، وهو ما يؤهل الجزائر لرفع تموينها للقارة الأوروبية من 11 بالمائة إلى 25 بالمائة من الغاز
ويشدد الخبير الطاقوي على أن كافة هذه العوامل من شأنها رفع حجم الغاز المنتج، وتقليص استهلاكه محليا وبالتالي رفع الكميات الموردة للخارج، سواء إلى إيطاليا أو غيرها من الدول، والتي تراجعت نسبيا خلال السنوات الماضية، وضرب مثالا بتصدير الجزائر 65 مليار متر مكعب من الغاز سنة 2007، لينخفض الرقم إلى 41 مليار متر مكعب السنة الماضية، فضلا عن 1.2 مليون برميل من النفط والذي تراجع إلى 500 ألف برميل يوميا جراء اتفاق تسقيف الإنتاج الموقع مع دول “أوبك” وشركائها
من جهته، يعتقد الخبير الاقتصادي، مراد كواشي، في إفادة لـ”الشروق” أن مجمع سوناطراك عزز مكانته على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، بعد الصفقة الأخيرة المبرمة مع شركات نفطية عالمية تتضمن استثمارات تصل قيمتها 4 مليار دولار، فسوناطراك مرشحة، حسبه، لتكون إحدى أهم 5 شركات عالمية في مجال الطاقة، ولتتبوأ مراتب أحسن ضمن تصنيفات إنتاج الطاقة، خاصة أن هذه الأخيرة قررت هذه المرة خوض غمار الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة والمشاريع النظيفة للطاقة الشمسية والكهربائية
وتوقع كواشي تمدد صفقات سوناطراك بالتدريج لتصبح المورد الأساسي للدول الأوروبية، حيث تتعاظم صفقاتها بشكل ملحوظ منذ فترة، ويرتقب أن تلعب دورا رائدا في توريد الدول الأوروبية بالغاز في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية
وسبق أن أكد الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، توفيق حكار، أن مكانة المجمع النفطي الجزائري في الأسواق العالمية، قد تعززت في ظل أزمة الطاقة الراهنة، مصرحا للتلفزيون العمومي: “مكانة سوناطراك في مجال الطاقة، وفي ميدان الغاز على وجه الخصوص، معروفة، قبل بداية هذه الأزمة”، مضيفا “هذه المكانة تعززت أكثر بعد أزمة ارتفاع الطلب على الطاقة في الأسواق العالمية، لأن الكثير من الدول أصبحت تطلب المزيد من الغاز”
ويأتي ذلك بعد أسابيع من إعلان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال زيارته الأخيرة لروما بتاريخ 25 ماي المنصرم، أن إيطاليا ستكون الموزع الأول للغاز الجزائري بأوروبا، حيث تعد الجزائر ثاني مزود للغاز للشوق الإيطالية، وتسعى لتعزيز الشراكة مع روما بهدف تحقيق اكتشافات أخرى